سار الإمام الجعفرى –رضى الله تعالى عنه- فى طريقته على نهج شيخ الطريق الأحمدى السيد أحمد بن إدريس وعمادها : الكتاب والسنة ، قولاً وفعلاً، معرفة وسلوكاً.
فمنهجه –رضى الله تعالى عنه- فى التربية منهج القرآن، فهو يربى المريدين ويوجههم ويرشدهم إلى مكارم الأخلاق التى أمر الله –تعالى- بها فى القرآن الكريم ، وهو يقفهم على مقامات التصوف ، ومدارج الترقى فى الكمالات مستشهداً على ذلك بآيات القرآن الكريم وهو يعلمهم ويربيهم على الإخلاص والمجاهدة والمراقبة والمحاسبة، وغير ذلك من ألوان التربية الصوفية على ضوء منهج القرآن الكريم وموضحاً ومفسراً للمنهج القرآنى بأحاديث رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- مقتدياً به وبأخلاقه وشمائله ومترسماً طريقه فى أقواله وأفعاله – كما صنع السيد أحمد بن إدريس –رضى الله تعالى عنه.
وفيما يلى نوضح للقارئ بعض أقوال الإمام الجعفرى التى تشرح وتكشف عن معالم طريقه:
يقول رضى الله تعالى عنه:
” وقد رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبسيدنا محمداً –صلى الله عليه وآله وسلم- نبياً ورسولاً، وبالقرآن إماماً، وبالكعبة قبلة ، وبالمؤمنين أخوة.
طريقنا هذا هو طريق الله –تعالى- المجرد عن شوائب الدنيا وكدوراتها، ليس لدينا رغبة إلا التوجه إلى الحق –سبحانه وتعالى- قاطعين جميع العلائق والعوائق والأغيار النفسية ، متخلقين بالكتاب والسنة فى جميع أحوالنا وتطوراتنا وحركاتنا وسكناتنا ، راضين به عن غيره ، عاكفين على بساط أنس محبته فى الدنيا قبل الآخرة.
” واعلم أن طريقنا هذا مبنى على الكتاب والسنة وفقه المذاهب الأربعة وعقيدة الأشعرى فى التوحيد وأبى القاسم الجنيد فى التصوف رضى الله تعالى عنهم أجمعين”.
” ما هذا الطريق إلا متابعة رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فى الأقوال والأفعال ظاهراً وباطناً”.
” واعلم يا أخانا أن طريقنا هذا كله حساب ومحاسبة واقترب ومراقبة ، طريقنا هذا طريق شرعى على قد م محمدى ، طريقنا هذا من سلكه يوسع له فى رزقه ، ويبارك له فيه، لأنه وقف على باب : يا دنيا من خدمنا فاخدميه”.
وإن المتابع لطريقة الإمام الجعفرى وإرشاداته لمريديه فى دروسه و حضراته وكتبه ليلتفت إلى الارتباط الوثيق بين منهجه ومنهج السيد أحمد بن إدريس فى تربية المريد، وفى مزايا الطريقتين ، ولا عجب فى ذلك التشابه، فقد سار الجعفرى على قدم السيد أحمد بن إدريس ، وجاهد مثلما جاهد، كما أن كليهما كان يتصل برسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- اتصالاً خاصاً، كما أن إخلاص الإمام الجعفرى –رضى الله تعالى عنه- للطريق الأحمدى ومحافظته على أوراده ودعوة الناس إلهيا أكسبه حب شيخ الطريق وثقته به فورث حاله ، وشرب من منهله الصوفى العذب.
يقول الجعفرى –رضى الله تعالى عنه- :
” وقد أجاد شيخنا الشفا القطب النفيس مولانا السيد أحمد بن إدريس –رضى الله تعالى عنه- حينما وكلنا إلى رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم-يتولى تربيتنا ، وقد شاهد كثير من إخواننا ذلك إلى يومنا هذا ، فاختص الله الآخذين لطريقه المحمدى بالتربية المحمدية ، وكأن السيد لاحظ حين تلقيه الذكر الخاص به ، وأنه منه الجمع بين الحضرتين وهو ” لا إله إلا الله محمد رسول الله فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله ” وكذلك فى قوله ” واجمع بينى وبينه كما جمعت بين الروح والجسد ” مما يزيد على التربية ، لأن الجمع والملازمة يزيدان على التربية ، فامتاز هذا الطريق فى أوراده بهذه الميزات المميزات له ، وأن صاحبه كانت له القدم الراسخة فى المتابعة المحمدية الظاهرة فى جميع أحواله ، فكانت الرابطة بينه وبين رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – رابطة قوية متينة وقالوا: ” إن كل مريد يرث من مقام شيخه وحاله على قدر اجتهاده واستعداده ووثوق الشيخ به”.
” فعليك يا أخانا فى الله تعالى أن تفكر ، فإن التفكير من تمام الإيمان ، لا تنس أنك بأخذك للورد المحمدى الأحمدى صرت فى كفالة النبى –صلى الله عليه وآله وسلم- والدليل على قولى هذا لك رؤيتك له –صلى الله عليه وآله وسلم – مناماً”.
وكان –صلى الله عليه وآله وسلم- يرشد الناس بالدروس العلمية وبالقرآن العظيم ، وقد تبعه شيخنا سيدى أحمد بن إدريس –رضى الله تعالى عنه- فكان يرشد الناس بالقرآن الكريم والعلم، واستمر على ذلك حتى لقى ربه ، وقد سألت الله – تعالى – أن يوفقنى إلى ما كان عليه شيخنا العالم الشيخ بن إدريس صاحب العلم النفيس رضى الله تعالى عنه.
ترك تعليقاتكم