بسفح المقطم بالقرب من ضريح سيدى أحمد ابن عطاء الله السكندرى يوجد السادة الوفائية، ونذكر هنا أشهر من دفن بالأضرحة الملحقة بالمسجد :
1- سيدى محمد وفا رأس الوفائية ووالدهم بمصر:
هو : أبو الأنوار محمد بن محمد الأوسط بن محمد نجم ينتهى نسبه إلى الحسن المثنى بن الحسن السبط بن سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه.
ولد بمدينة الإسكندرية سنة 702 هجرية، ونشأ تقياً ورعاً محباً للعلم ، سلك طريق سيدى الأستاذ أبى الحسن الشاذلى رضى الله تعالى عنه على يد الإمام داود بن باخلا، واجتمع بياقوت العرشى ، وهو أول من عرف باسم ( وفا ) وتجمع المراجع التاريخية على أنه سمى وفا لأن النيل توقف فلم يزد إلى أوان الوفا، فدعا السيد محمد ربه فوفا النيل فلقبوه ب ( وفا ) .
وهو من أكابر العارفين ، وله مؤلفات أكثرها ما زال مخطوطاً فى المكتبة الأزهرية وفى دار الكتب المصرية.
ومن أهم كتبه : نفائس العرفان من أنفاس الرحمن، وكتاب مناهل الصفا، وكتاب الأزل، وكتاب المقامات السنية المخصوص بها السادة الصوفية، وله ديوان شعر عظيم.
توجه سيدى محمد وفا إلى إخميم بصعيد مصر فتزوج بها وأنشأ بها زاوية كبيرة ووفد الناس عليه أفواجاً، ثم سار إلى مصر وأقام بالروضة عا كفاً على العبادة مشتغلاً بذكر الله تعالى وطار حديثه إلى الآفاق.
توفى رضى الله تعالى عنه بالقاهرة سنة 765 هجرية ، فهو رأس الوفائية وأول من دفن بهذا المكان الذى هو مسجد السادة الوفائية.
2- سيدى على وفا:
هو العالم العارف سيدى على وفا بن سيدى محمد وفا، ولد بالقاهرة سنة 759 هجرية، ولما توفى سيدى محمد وفا ترك ولده محمد وفا وأخاه أحمد صغيرين فى كفالة وصيهما تلميذه الشيخ الزيلعى، ولما بلغ سيدى على من العمر سبعة عشر عاماً جلس مكان أبيه فى زاويته فشاع ذكره فى البلاد وكثر أتباعه ومريدوه ، وقد كان رضى الله تعالى عنه فى غاية البهاء والجمال، له نظم وموشحات رقيقة فى أسرار أهل الطريقة، من مؤلفاته : الوصايا، والباعث على الخلاص فى أحوال الخواص، والكوثر المترع من الأبحر الأربع فى الفقه، وله المسامع الربانية ، فى التصوف، ومفاتيح الخزائن العلية.
هو أول من تولى السجادة الوفائية ، وتوفى بمنزله فى الروضة يوم الثلاثاء الثانى من ذى الحجة سنة 807 هجرية وجنازته ضمت خلقاً كثيراً لم تر القاهرة مثلها، ودفن مع والده السيد محمد وفا.
قال شيخنا الإمام الجعفرى فى درس الجمعة أن سيدى على وفا – رضى الله تعالى عنه – كان من أرباب الأحوال والمقاصد والأنوار والمكاشفات ، وهو الذى قال:
لو أبصر الشيطان طلعة نوره فى وجه آدم كان أول من سجد
قال هذا الكلام بعد إنزاله فى قبره فكانت تلك كرامة له ، وما دامت الكرامة من الله تعالى فلا يستبعد شئ على قدرته تعالى .فقد شهد الشيخ على وفا المقام المحمدى عند دخوله القبر فأنشد قائلاً:
سكن الفؤاد فعش هنيئاً يا جسـد ::: هذا النـعيم هو المقيم إلى الأبد
أمسيت فى كنف الحبيب ومن يكن ::: جار الحبيب فعيشه العيش الرغد
عش فى أمان الله تحت لوائــه ::: لا ظلم فى هذا المقــام ولا نكد
لو أبصر الشيطان طلعة نـــوره ::: فى وجه آدم كـان أول من سجد
لو أبصر النمروذ نور جمـــاله ::: عبد الجليل مع الخليل وما عند
ويعقب مولانا الإمام الجعفرى على هذه الكرامة فيقول: الله تعالى قد أكرم كثيراً من خلقه ، فإذا أردت كرامة مثلهم فعرض نفسك للنفحات ولا تتكبر ، واحفظ قلبك وروحك وبصرك وهيئ نفسك فى أى ساعة تلق المدد السريع، وسيدى على وفا شيخ سيدى على الخواص الذى هو شيخ سيدى عبد الوهاب الشعرانى.
الجامع الجعفرى الدراسة 2021 - كل الحقوق محفوظة