بقلم سيدى محمد صالح الجعفرى
شيخ عموم الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية
أهل الحب لهم في حبهم جواهر المعاني، ودرر البيان، وعبارات تعبر عن حبهم وشوقهم وحالهم ما بين ناظم وناثر.
أتناول في هذه المقالة نبذة يسيرة عن بعض ما قاله لسان المحب في الذات الإلهية وفي صاحب الأنوار المحمدية سيدي الشيخ صالح الجعفري، وسيدي عمر بن الفارض مع تفاوت الزمن والعصر والأحوال والمناخ.
سيدي الشيخ صالح الجعفري في القرن (14 هجري) (19 ميلادي).
وسيدي عمر بن الفارض وُلد سنة 576هـ وتوفي سنة 632هـ.
أي أن الفترة الزمنية بين الشيخين أكثر من سبعة قرون ومع ذلك كانت هناك علاقة روحية عظيمة بينهما لأن الأرواح كما قال عنها النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: «الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» قال سيدي عبد الغني الجعفري في شرح هذا الحديث: الأرواح المتحابة في عالم الأزل تسوق أجسادها إلى مواطن أهل البيت وجاءت في هذه الدنيا فتجمعت على محبة أهل البيت إذن فالعلاقة قديمة من: «ألست بربكم»، لما خلق الله الأرواح وقال لها: ألست بربكم؟ فاهتزت الأرواح وقالت: بلى
فمن هذه اللحظة الأرواح المتحابة أجمعت على الحب في الدنيا فتعارفت وتحابت، والأرواح المتنافرة جاءت وتنافرت في هذه الدنيا.
وكان سيدي الشيخ صالح الجعفري- رضي الله تعالى عنه- يذكر كثيرًا سيدي عمر بن الفارض في دروسه ويذكر شعره، وكان يزوره كثيرًا بالمقطم وكانت هناك لقاءات روحية.
وفي أحد الدروس بالأزهر الشريف قال له أحد التلاميذ: يا سيدنا الشيخ صالح أنا شفت سيدنا النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في المنام وقال لي: اسأله عن سبب حبه لابن الفارض.
فسكت الشيخ صالح الجعفري قليلاً ثم قال: قوله علشان بيحبك يا سيدنا النبي.
كان سيدي الشيخ صالح الجعفري يزور سيدي عمر بن الفارض كثيرًا وكان على علاقة وثيقة به.
وحكى لنا أحد الإخوان أن سيدي الشيخ صالح الجعفري قال: رأيت في الرؤيا سيدي عمر بن الفارض يمدح القصيدة الرائية التي مطلعها (زدني بفرط الحب فيك تحيرا) قال: رأيته يمدح بلحن شامي وسنه صغير فتعجبت لذلك فقال: أهل العشق هكذا
فلما استيقظت شطرت قصيدته.
فقال سيدي الشيخ صالح الجعفري:
يا رب صلِّ على النبي محمد
|
|
الطاهر بن الطاهر بن الطاهرة
|
ثم قال رضي الله تعالى عنه في البيت التالي وحل إشكالاً
قال سيدي ابن الفارض:
وإذا سألتك أن أراك حقيقة فاسمح ولا تجعل جوابي لن ترى
حل الإشكال سيدي الشيخ صالح الجعفري فقال:
وإذا سألتك أن أراك حقيقة
|
|
في جنة الفردوس في دار القرى
|
على أن رؤية الله تبارك وتعالى تكون في الدار الآخرة وجواز رؤية النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- لقوله: «من رآني فقد رآني حقًا فإن الشيطان لا يتمثل بي».
وقال فيما أخرجه البخاري: «من رآني في النوم فسيراني في اليقظة».
وجه الشبه بين سيدي الشيخ صالح الجعفري وسيدي عمر بن الفارض :
1- اشتركا في المحبة الإلهية وفي الزهد والورع.
2- اشتركا في محبة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وأهل بيته الكرام فترجما عن هذه المحبة في قصائدهما
فنرى سيدي الشيخ صالح ألَّف اثني عشر ديوانًا في مدح الذات العلية والحضرة النبوية وأهل البيت الأطهار في أبيات شعرية وهي فيوضات ربانية قريبة العهد من رب البرية عن طريق الإلهام، والزيارة الروحية للنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- فيحصل له حال فيترجم عن هذه الحال بقلم المحبة كذلك عند زيارة أهل البيت الأطهار.
فكان يقول- رضي الله تعالى عنه-:
فبالأرواح زوروا إن أردتم زيارتهم وكونوا معتنينا
والمديح هو الباب الواسع الذي دخل فيه شيخنا عليه رضوان الله تعالى، فكان دائمًا يوصي أبناءه فيقول لهم: «أيها الأخ المحب لرسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- ألا أدلك على أقرب الطرق الموصلة إليه صلى الله عليه وآله وسلم من غير تعب ولا مشقة ألا وهو مدائحه سماعًا وإنشادًا بقلب سليم وحب عظيم».
3-قال سيدي الشيخ عبد الغني الجعفري حفظه الله:
سيدي عمر بن الفارض مدفون على جبل المقطم. لماذا؟
لأنه مدح النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- أعلى قدر النبي فأعلى الله قدره.
– سيدي الشيخ صالح الجعفري على جبل الدراسة الأشم. لماذا؟
لأنه مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمنطقة التي بها مقامه العامر كانت تسمى بحديقة الخالدين لوجود تماثيل للفنانين بها، وبعد ذلك نُقلت التماثيل إلى المتحف المصري وبقيت المنطقة للخالدين الحقيقيين [لسيدي الشيخ صالح الجعفري] ليُمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته في جميع المناسبات.
الجامع الجعفرى الدراسة 2021 - كل الحقوق محفوظة