يا ربّ ارض عن الإمام الجعفري
بالأزهر المعمور شع ضياؤكم
كنا الظلام وكنت أنت سراجنا
وهديتنا سبل النجاة بحكمة
تحدو بنا نحو الطريقِ بهديكم
علمتنا بالحُبّ نجمع بعضنا
يا حضرةً جمعت قلوب أحبةٍ
ساروا على نهج الطريق بهديكُمْ
فيها شباب الصحو إن وافيتَهُمْ
مدحوا الرسولَ وبالقصيدِ ترنّموا
فازوا بظلِّ العرش عند مَلِيكهِمْ
والسابقون بصحبةٍ لإمامِنَا
نالوا بنظرتهم إليه حَظْوَةً
أوتاد حضرتنا إذا اهتزّت بنا
نُكرانُ ذاتٍ إن طلبتْ كبيرهَمْ
طاروا وما طاروا وتلك حقيقةٌ
لا يعرفون من الطّلاسِم أحْرُفًا
متوكلون على الإله جميعهم
عكفوا على الأوْرَادِ في أوقاتها
ويشاهدون المُصْطَفَى في رُؤْيَةٍ
أبناؤكم والسّالِكُونَ طَريقَكُمْ
أغدق عليهم من فُيُوضِكَ نَفْحَةً
في قلب قاهرة المُعِزِّ مقامُكم
بحديقةٍ للخالدين مزَارُكُمْ
والأزهر المعمور جاء جِوارَكُمْ
دارُ الفتاوى والإدارةُ عندها
ومقام جدِّكم الحُسَيْنِ تُجَاهَكُم
وكرامةٌ كُبرى تلاميذٌ لكُمْ
حفظوا العهود وبالطريقة بَشّروُا
هل بعد ذلك من نعيم يرْتَجَى
هذي الكرامات التي قد نِلْتَهَا
هَذي الصُروحُ هي الحياة حقيقةَ
والصّرْحُ يشهد إذ حلَلْتَ رِحَابَهُ
ومقامُكُمْ فيه الأحِبَةُ أُسْعِدُوا
والقبَةُ العصماءُ يُشرقُ نُورُهَا
مَلأَ السماءَ عبيرُها وضياؤُهَا
يا صالح صلَحَت سريرتُنَا بكُمْ
ما غِبُتَ عنَا فالمَرَائِي تَشْهَدُ
أمُ القُرَى شهدت مراسم بَيْعَتي
قد صُنْتُ عهدي بالوفاء لبَيْعتي
والعين تشهد قد سَهِرْتُ بأمْرِهَا
هَذي الطريقة عُمِرَتْ بأحِبّةٍ
رفعوا لرايات الطّرِقِ وشيّدُوا
فمن الشّمَالِ إلى الجنوب مراكزٍ
خدماتها بُذِلَتْ لكل مُعَوّزٍ
بُذِلَ السلامُ كذا الطعَامُ لِضَيْفِكُمْ
عبدُ الغَنِي المَدَدُ المديدُ لفيضكُم
برضاكم الله يصلح حالَهُ
يا رب إرْضَْ عن الإمام الجعفري
يا ربِّ إرْضَ عِنِ الإمام الجعفري
شيخ الطريق الصادقِ المصداقِ
بالعلم والأخلاق كنت الساقي
كالنجم يهدي لصحبه ورفاق
حييت من هادٍ ومن سباق
بالحب والتقوى وبالأشواقِ
ونجود للإخوان بالإنفاقِ
الكل يشهدُ أن فيها مَرَاقي
جمع القلوبَ محبةً بتلاقِي
نورُ الوجوه يضيء في إشراقِ
وتمايلوا طربًا مع العشّاقِ
أكرم بهم من صُحْبَةٍ ورِفَاقِ
خدمُوهُ بالإخلاصِ والإشفَاقِ
ما نالها أحدٌ بغيرِ تَلاَقِ
طربًا بمدح الصادقِ المصداقِ
وصغيرهم حفظوه في الأحداقِ
بل طارَ في الآفاق ذِكُرٌ بَاقِي
ما فيهم دَجلٌ ولا مِنْ رَاقِ
واللهُ يكفُلُهُمْ بِحِصْنٍ وَاقي
فاقرأ حُصوُنَك فيها سِرٌ وَاقي
في حضرة محضورةٍ بتلاقِي
يهدون للسّارِينَ في إشفَاقِ
تُكْرِمْ أسَارَى النّفْسِ بالإطْلاَقِ
تعلو مآذنُهُ إلى الآفاقِ
يَرقَى على الجَبَلِ الأشَمِّ مَرَاقِي
حفظ الجميل لكم على الإطلاقِ
والمكتبات تفيض بالأورَاقِ
ومآذنٌ شهدت بقُرْبِ تَلاَقِي
أعطاهم الله العُلَيُّ مَراقي
والكل يشهد أن فيها تَلاقِي
كلاّ فأنت بحضرة الخَلاٌّقِ
كَرمًا من اللهِ الكريمِ البَاقِي
فالحُكم للآثَارِ بعد فِرَاقِ
إكرامَ ضيف فيه خيرُ تَلاَقي
متوسلِّينَ بكم إلى الخَلاَّقِ
في الخالدين يضيءُ في إشْرَاقِ
وجميعُنَا في النور في استغراقِ
بالفيض بالأسرار عند تَلاَقي
بوجودكم في القلب والأعماق
خذها بُنَيّ وضَعْهَا في الأحْدَاقِ
بالحبِّ والإخلاَصِ والإنْفَاقِ
ووجودكم معنا على الإطْلاَقِ
حفظوا العهود بأحسنِ الأخلاقِ
في كل قُطْرٍ مجمعًا لِرفَاقِ
ساحاتثهضا بالخير في إغْدَاقِ
لعلاجهم تُنْجِي من الإمْلاَقِ
فكأنّه قدْ جاءَ أهل رواق
يرجو الرضا دومًا ليومِ تَلاَقِي
يكفيه ذا حسد وأهل نفاق
وانْشُرْ طريقته مَدَى الآفَاقِ
شيخ الطّرِيقِ الصادقِ المِصْدَاقِ